استغرق إعداد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة علي مدي حوالي 60 دقيقة جهدا من الرئيس وفريق معاونيه استمر شهورا.
وقد كشفت صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية أن الشهور الماضية شهدت جلسات عمل عديدة جمعت الرئيس اوباما بعدد كبير من الخبراء والمستشارين من مختلف الانتماءات الدينية والعرقية من أجل الوصول إلي »صياغة سحرية" للخطاب الذي استهدف كسب عقول وقلوب أكثر من 1.5 مليار مسلم تتنوع ثقافاتهم وتتفاوت ظروفهم المعيشية.
ولذلك حرصت الإدارة الأمريكية علي إعداد 13 ترجمة لنص الخطاب باللغات السائدة في الدول الإسلامية من أجل ضمان الوصول إلي كل المسلمين بأوضح صورة ممكنة
وأشارت الصحيفة إلي أن أوباما ظل مشغولا بهذا الخطاب حتي فجر يوم الخميس وقبل أن يستقل طائرته قادما من الرياض إلي القاهرة عندما أخبر مستشاريه بأنه سيعمل علي تجهيز النسخة النهائية من الخطاب مع بزوغ الفجر في مزرعة الجنادرية الخاصة بالملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية.
وقبل قيام رحلته إلي الشرق الأوسط عكف علي استشارة عدد من مديري الشركات المسلمين، واطلع علي مقالات عديدة أرسلت للبيت الأبيض، كما استشار بعض اليهود أيضاً من العاملين في الحقل الأكاديمي.
وفي الاسابيع الأخيرة، ولدي تقديم مساعديه نسخاً عديدة من الخطاب، تساءل أوباما هل أنتم متأكدون أننا نسمع صوتاً مسلماً منها؟.
ومن بين رجال الاعمال المسلمين الذي استشارهم أوباما خلال إعداد الخطاب طارق مالهنس رئيس يو آي بي كابيتال، هلتام أوليان رئيس مؤسسة أوليان أمريكان ، نوشين هاشمي نائب الرئيس السابق لشركة أوراكل لبرامج الكمبيوتر.
وقبل الرحلة إلي المنطقة، استقبل البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة قبل الماضية مجموعة من الباحثين المسلمين، وآخرين في شؤون السياسة الخارجية، لمناقشة أهم النقاط التي يمكن أن يركز عليها الرئيس. ونظم اللقاء من قبل مايكل ماكفول مستشار البيت الأبيض للشؤون الروسية.
وكان من بين المسؤولين الآخرين من البيت الأبيض، الذين حضروا اللقاء الذي استمر 90 دقيقة، بعض مسئولي مجلس الأمن القومي مثل مارا رودمان، دان شابيرو، بين رودس، دينيس ماكدونف.
وعلي الجانب الآخر من الطاولة كان: كريم صادق بور، خبير أمريكي إيراني من مؤسسة كارنيجي، غيث العمري مفاوض فلسطيني سابق، فالي نصر خبير إيراني سينضم قريباً للإدارة، شبلي تلحمي الباحث في مركز سابان. وقالت الصحيفة الأمريكية أنه لدي إقلاع طائرة الرئاسة نحو السعودية وبينما كان مساعدو أوباما نائمين كان يمسك هو بقلم ويعدّل في الخطاب صفحة تلو الأخري.