تتمنى كل أم أن يكون طفلها محبوب من الكبار والصغار ، وحتى يكون طفلك مقبول اجتماعياً يجب أن يتعلم أبسط قواعد الاتيكيت للتعامل بطريقة صحيحة ومهذبة مع الآخرين ، يحترم الكبير ويعطف على الصغير .
هذا الأمر يمكن إكسابه للطفل بسهولة عن طريق التربية السليمة التي يتعلم خلالها كيف يشكر الكبير ويؤدي الخدمة لصديقه ويعاون الآخرين في عملهم ، كما يجب علي الوالدين تدريب أبنائهم علي إجادة فن التواصل الذي يتطلب من الإنسان الحرص علي المجاملة دون مبالغة واحترام الجميع وعدم خدش إحساسهم أو إحراجهم, والاعتراف بالأخطاء وعدم التعالي.
تربية بدون مشاكل
وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمكن للطفل اكتساب خبرات عديدة حيث يتم فيها تكوين شخصيته ، وحتى يمكن تلافي العديد من المشكلات التي تواجهكِ أثناء تربية وتنشئة طفلك يقدم لكِ خبراء الاتيكيت بعض النصائح التي تساعدك على أداء هذه المهمة بنجاح.
- عندما يبدأ طفلك النطق يجب تدربيه على إتباع آداب اللياقة عند التحدث عن طريق استخدام الألفاظ المهذبة والابتعاد عن تداول الألفاظ الجارحة والخارجة.
- لا تعاقبي طفلك بالضرب عند مخالفته لأحد السلوكيات ، والأفضل إتباع أسلوب لفت النظر إلى السلوك السليم حتي يلتزم به رغبة فيه لا رهبة منه، وفى الوقت نفسه لا تتساهلي في الأمور التي تتطلب الحزم عند ملاحظة عصيان طفلك لأن ذلك يفقدك سلطة التربية والتوجيه مثل العبث بالسكين أو الكبريت.
- اهتمي ببناء الروح والعقل والجسد عن طريق غرس القيم والأخلاق في نفس طفلك كالصدق والأمانة والحياء والاحترام وأدب الحوار.
- عند تجاوز طفلك سن السادسة يجب تشجيعه على أداء العبادات ففيها طهارة للروح والجسد وتقوية للإرادة والقدرة علي الاحتمال ، وهذه المرحلة يلجأ الطفل للتقليد المباشر للوالدين لذلك يجب مراعاة إظهار القدوة الحسنة للطفل في الأقوال والأفعال.
- عليكِ تهيئة جو الهدوء والراحة للطفل لأن ذلك ينمي فيه حاسة الإدراك ويساعد عقله علي التفكير السليم.
- لا يجب تلقين الطفل عبارات الجبن والسكوت عن الحق ولا داعي لإتباع أسلوب التهديد حتى لا ينشأ جباناً، واحذري تماماً من وصف طفلك أو مناداته بالكذاب إذا كذب أو الخواف إذا شعر بالخوف لإعطائه فرصة للتخلص من تلك العيوب.
وأشارت الدكتورة "كريمان بدير" رئيس قسم الطفولة بكلية البنات جامعة عين شمس إلى أن قواعد الإتيكيت تتطلب قراءة مشاعر الآخرين وتحتاج إلى تنمية مهارات عديدة منها ضبط النفس والتعاطف، وكذلك أهمية المجاملة وهي هدية رائعة ممن يبادر بها, فهي تنير الوجوه وتظهر الابتسامات وتغير السلوك وترفع المعنويات, فالناس علي كل مستوياتهم يعشقون المديح والمجاملة التي تشعرهم بان كل كفاح في حياتهم له قيمة، تلك الخبرات يجب أن ينقلها الآباء للأبناء لمساعدتهم علي تحقيق القبول الاجتماعي، ومن ثم التفوق الدراسي.
آداب ومعاملات
وبجانب فن المعاملات يجب أن يعتاد الطفل على بعض أصول التعامل ومنها
* تناول الطعام : فمثلاً عندما يأكل طفلك حاولي أن يكون طعامه منسجماً مع احتياجاته وملابسه نظيفة قبل جلوسه على المائدة، ولا تشجعي ابنك على قول "أنا أحب هذا الصنف" أو"أريد مزيدا من هذا الطبق"، ولا تسمحي لابنك بالتقليب في أطباق المائدة، وعوديه على قول "بسم الله الرحمن الرحيم" قبل بدء التناول ،وعدم ترك بقايا الطعام في الأطباق ، وامنعيه من الحديث أثناء تناول الطعام خاصة عندما يكون فمه ممتلئ ، ولا تجعليه يترك مائدة الطعام قبل الكبار، وإذا اضطر إلى ذلك عليه الاستئذان أولاً.
وبصفة عامة اتيكيت المائدة للصغار هي نفسها التي يتبعها الكبار باستثناء بعض الاختلافات البسيطة وإن كان يعد اختلافاً واحداً فقط هو تعليمهم التزام الصمت على مائدة الطعام بدون التحرك كثيراً أو إصدار الأصوات العالية, مع الأخذ في الاعتبار إذا استمرت الوجبة لفترة طويلة من الزمن لا يطيق الطفل احتمال الانتظار لهذه الفترة ويمكن ان تسمح له أمه بالانصراف.
* مقاطعة الحديث : الأطفال تهوي مقاطعة الحديث بدون قصد, وإذا فعل طفلك ذلك عليك بتوجيهه على الفور أثناء المقاطعة ولا تنتظري حتى تصبح عادة له.
* اللعب:يمكن من خلال السلوك المتبع في اللعب بين الأطفال تنمى معها أساليب للتربية عديدة منها تنمية روح التعاون، الاحترام للآخرين ،عدم الأنانية وحب الذات، ويمكنك مشاركة طفلك اللعب لتعليمهم مزيداً من القيم.
* المصافحة : لا بد وأن يتعلم طفلك مصافحة من هم أكبر سناً عند تقديم التحية لهم مع ذكر الاسم والنظر إلى عين من يصافحهم, وقومي أنت بتعليمه ذلك بالتدريب المستمر.